عند الحديث عن رائد فن التجريب في القرن العشرين، لا يمكن تجاهل العمل الأسطوري لمارسيل دوشان (Marcel Duchamp) وهو عمل إناء البول. اعتمد الفنان على الأشياء الجاهزة المتوفرة في كل مكان لإنشاء أعماله، تجاوزاً حدود الفن. كانت “نافورة” في ذلك الوقت تُعتبر فنًا رديئًا وغير مقبول، ولكنها أصبحت اليوم واحدة من أكثر الأعمال تأثيرًا في القرن العشرين. بالإضافة إلى ذلك، كان لهذا الفنان “الساخر” أعمال أخرى مثيرة للجدل للغاية، منها “الصندوق في حقيبة اليد”.
“صندوق في حقيبة يحتوي على 80 نسخة صغيرة من أعماله السابقة، تضم تشكيلة واسعة من لوحاته الأولية وأعماله الرائدة في الفنون الجميلة، بالإضافة إلى تفكيره العميق في فن الفكر، كما لو كانت تجسيدًا مكثفًا لمسيرته الفنية الأسطورية.”
في بداية حياته الفنية، تعرف دوشان على أسلوب فناني الحيوانات المفترسة مثل ماتيس وأندريه ديران، وشعر بأن التعبير الفني يمكن أن يتجاوز معنى سطحي للأشياء. فيما بعد، أصبح دوشان مهتمًا بالتفاعل الفني بينه وبين إخوته وأخواته، مما جعله أكثر حساسية للملاحظة والتعلم. حتى عندما انضم إلى دائرة الفن في مونمارت بباريس، كان دوشان مستعدًا لاعتماد أساليب جديدة من الآخرين، مما جعله يضفي طابعًا جديدًا باستمرار على إبداعاته.
بالنسبة لـ دوشان، يجب أن تكون الإبداعية قادرة على كسر القواعد وتطوير زوايا تفكير جديدة تمامًا. في بداية عقد 1910، قام بتجارب مستمرة باستخدام عدة وسائط مختلفة، وأنتج عملاً يجمع بين الرسم والنحت والعروض الفنية وتصميم النوافذ الملونة في عمله “الزجاج الكبير”، الذي أصبح واحدًا من الأعمال الكلاسيكية التي يدرسها الأجيال اللاحقة.
1913، قدم دوشان عمله “العاري ينزل الدرج رقم 2” إلى معرض نيويورك الدولي للفن الحديث، مما أثار جدلاً كبيرًا بين الجمهور، حتى وصل الأمر إلى تهكم بعض النقاد على هذا العمل بأنه “انفجار كبير في مصنع الألواح”. بعد بضع سنوات، قدم دوشان في معرض آخر عمله الشهير “نافورة” (1917)، حيث قام بقلب دورة مياه عادية رأسًا على عقب، ووقع عليها اسمه، ثم وصفها بأنها “جاهزة”، مما قاوم تصور الجمهور السائد عن الفن.
1923، أعلن دوشان عن تخليه عن الإبداع الفني والتفاني الكامل في لعبة الشطرنج. ومنذ ذلك الحين حتى عام 1935، عاد دوشان بصفته مخترعًا إلى الأضواء. شارك في معرض اختراعات، حاول دمج الفن بالتكنولوجيا والتجارة، مما يبرز رؤيته المستقبلية.
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، قام دوشان بتصميم “صندوق في حقيبة” هذا، حيث أعاد تصنيع الأعمال التي تمتد من عام 1910 إلى عام 1954، ومنح هذه الأعمال معنى جديدًا في عصرها، وترك إرثًا ثقافيًا هامًا للأجيال القادمة، مما يتيح للجميع فرصة لرؤية كيف قام هذا الفنان الرائد بفتح طريق جديد في الدوائر الفنية التقليدية، وفتح آفاقًا جديدة للإبداع.
إذا كنت ترغب في الإطلاع على ما يوجد داخل هذه الحقيبة، فقد ترغب الجميع في استعراض معرض الإلهام الذي أطلقه “صندوق في حقيبة” عبر الإنترنت!
التصفح عبر الإنترنت: “آثار الحياة الإبداعية المستوحاة من “صندوق الحقائب” عرض عبر الإنترنت