كلما تم ذكر لوحات السريالية، لا يمكن تجاهل أعمال رينيه ماغريت. في مزاد سوذبي الحديث في باريس، تم بيع لوحة “فن الحوار” التي رسمها ماغريت في عام 1950 بسعر يقارب 1.1 مليار دولار هونغ كونغ، متصدرة بذلك قائمة المزادات في تلك الليلة! فما هي سحر أعمال هذا السيد الكبير في فن السريالية، الذي جعلها محط جذب للمجموعات الفنية المتنافسة؟ وما هي العوامل التي أثرت على أسلوب وفن هذا السيد الفنان؟ لفهم ماغريت بشكل صحيح، يجب علينا معرفة 5 حقائق قليلة معروفة عن حياته الشخصية!
1. الأعمال الكلاسيكية مستوحاة من ظلال انتحار الأم
رينيه ماغريت وُلد في نهاية عام 1898 في ليسين، بلجيكا، كان الابن الأكبر لعائلة في مجال الصناعة. كانت والدته تعاني من مرض نفسي لفترة طويلة، وكانت صحتها العقلية غير مستقرة، وفيما بعد اختارت إنهاء حياتها في النهر. يُقال إن ماغريت البالغ من العمر 14 عامًا شاهد جثة والدته تُسحب من سطح الماء، حيث كانت تنظر إليها وجهها مغطى بتنورتها، وهذا المشهد ظل يراود ماغريت في عقله. خلال السنوات القليلة اللاحقة، بدأت أعمال الفنان تظهر بانتظام بقماش أبيض يغطي وجوه الشخصيات، مما جعلها رمزًا مؤلمًا للرمزية.
2. سبق أن قدمت شخصيًا لزوجته “العشيق”
ماجريت الحبيبة هي امرأة تدعى جورجيت بيرجر، التقيا في سن صغيرة وظلتا معًا حتى الشيخوخة. تزوجا في عام 1922، لكنهما جربا كل منهما الخيانة. عندما تورط ماجريت مع الفنانة الشابة شيلا ليج، قام بترتيب صديقه بول كولينيه لمرافقة زوجته، في محاولة لتشتيت انتباهها. ومع ذلك، تسببت “المرافقة” الخاصة به في نهاية المطاف في علاقة غير شرعية، حيث طلبت زوجته في بعض الأحيان الطلاق منه، لكن في النهاية توصلا إلى تسوية وفصل عن العشيقة، وعادا إلى أحضان بعضهما البعض، وظلوا معًا حتى الشيخوخة.
3. انتهت أول معرض في حياتي بفشل.
ماغريت أقام أول معرض رسمي له في عام 1927 في بروكسل، حيث تلقى ردود فعل قوية من النقاد. بعد الإحباط، انتقل إلى باريس حيث التقى بمؤسس السريالية أندريه بريتون، وبعد الإحباط تلقى الإلهام من أصدقائه في الموسيقى والأدب، شارك في إنتاج بعنوان “السريالية تحت أشعة الشمس”. قضى بضع سنوات في استعادة إبداعه، والخروج من الأزمة، وعاد إلى بلجيكا حيث بدأ يحقق النجاح المالي. في بداية الثلاثينيات، بدأت لوحات ماغريت تحقق مبيعات قوية وجذبت مجموعة من المؤيدين.
4. قبل الشهرة كان يعمل في مجال الإعلانات
في عام 1916، غادر ماغريت وطنه وانتقل إلى بروكسل، حيث عمل في شركة ورق الجدران لفترة من الوقت وتعلم مهارات إنتاج الملصقات الإعلانية. لا شك في أن هذا النوع من الجمالية التجارية والسعي لتحقيق الربح أثر بشكل كبير على أعماله لاحقًا. حتى بعد أن أصبح فنانًا مشهورًا عالميًا، لم يتخلى عن العالم التجاري، بل استمر في تطبيق استراتيجيات الإعلان المختلفة في أعماله الفنية. هذه الصور الرمزية البارزة جعلت من أعماله علامات تجارية للعديد من الشركات الكبيرة.
5. كان مهووسًا بالتصوير وإنتاج الأفلام ولكن لم يحظ بالاهتمام
بالإضافة إلى سعيه المهني، كان ماغريت يمارس التصوير في أوقات فراغه، لكن للأسف، لم تحظى أعماله التصويرية بالاهتمام نفسه الذي حظيت به لوحاته. فيما بعد، امتدت شغفه بالتصوير إلى صناعة الأفلام، حيث كان يظهر بانتظام بصفة ممثل ثانوي في أفلامه الخاصة التي كتبها وأخرجها. على الرغم من عدم نجاح هذه الأعمال كما نجحت لوحاته، إلا أن الخبرة التي اكتسبها من التصوير فيها ألهمت إبداعاته اللوحية.